كتبت: إسراء عبدالله
ولد الشاه محمد رضا بهلوى فى عام 1919م بمدينة طهران، فقد تلقى تعليمه منذ صغره فى سويسرا ولكن فى عام 1935 عاد محمد رضا بهلوى لمسقط رأسه طهران ليخدم فى الأكاديمية العسكرية هناك، حيث تمت تولية محمد رضا بهلوى وراثة العرش عام 1926م، ويعتبر مؤسس الدولة الإيرانية الحديثة.
فهو يعد آخر ملك من الملوك التى حكمت دولة إيران فقد حكم البلاد بشدة صارمة وواضحة فى تلك الفترة، وبسبب انفتاحه ومنهجه الغريب بالنسبة للإيرانيين أدى ذلك فى النهاية إلى غضب الشعب الإيرانى منه ومن سياسته المتعجرفة معهم مما أدى إلى قيامهم بإسقاط حكمه.
عندما تولى محمد رضا بهلوى الحكم فى إيران كان يوجد فى تلك الفترة الكثير من الفوضى فى البلاد سواء كانت تلك الفوضى سياسية أو اقتصادية، فكان لابد أن يواجه محمد رضا بهلوى كل تلك الفوضى، ومن آثار تلك الفوضى فى إيران تعرض محمد رضا بهلوى إلى محاولة اغتيال عام 1949م، على يد أحد أعضاء حزب توده اليسارى، ولكن تمت نجاة محمد رضا بهلوى من تلك المحاولة.
ومع بداية الخمسينيات حدث صدام وخلاف قوى بين محمد رضا بهلوى وبين أحد المتحمسين القوميين وهو محمد مصدق، وقد أدى هذا الخلاف بينهما إلى هروب محمد رضا بهلوى عن البلاد لفترة قصيرة.
ولكن عاد بعدها إلى بلاده وعمل على إنشاء برنامج إصلاحى فى البلاد خاص به بالتعاون مع الولايات المتحدة،وقد أطلق عليه اسم الثورة البيضاء، وبالفعل بدأ فى ذلك البرنامج عام 1963.
فقد كان البرنامج الإصلاحى لمحمد رضا بهلوى يتضمن القضاء على الأمية، وتحرير المرأة، وقيامه بعمليات بناء على أوسع نطاق، ولكن بالرغم من جميع تلك المميزات فى برنامجه الإصلاحى.
ولكن أدى فى النهاية إلى تعمق التمييز الطبقى بين الإيرانيين خاصة من الناحية الاقتصادية، فقد تعرض بسبب ذلك محمد رضا بهلوى إلى العديد من الإنتقادات والمعارضات من المواطنين خاصة رجال الدين والذى نبع غضب هؤلاء بسبب سياسته مع الغرب وكان أكبر معارضيه من فئة رجال الدين هو الخمينى والذى نال كل التأييد من الإيرانيين.
ولذلك اضطر فى النهاية محمد رضا بهلوى للفرار خارج البلاد فى عام 1979، وبذلك يعود الخمينى لإيران ليتسلم هو قيادة البلاد بعد تأييد الشعب له.
فقد توفى الشاه محمد رضا بهلوى وهو فى منفاه خارج البلاد فى 27 يوليو عام 1980، حيث يوضح الكاتب الإيرانى مسعود بهنود عن الشاه محمد رضا بهلوى فى كتابه (القتلى أثر نزاع على القوة) : أن محمد رضا بهلوى عند عزله كان يملك 200 مليون دولار بالبنوك البريطانية، بالإضافة إلى امتلاكه العديد من الأراضى الإيرانية فى المنطقة الشمالية.
والدليل على ذلك أن تم وجود ما يقرب من 7000 قرية إيرانية تم تسجيلها بإسم محمد رضا بهلوى، وبوفاته تم تحويل تلك الثروة التى لا مثيل لها إلى ابنه ثم إلى مؤسسة بهلوى.